السبت، 1 مارس 2014

مستقبل مجهول لمصير العلاقة بين الإقليم وغرب كوردستان في مرحلة الكانتونات


العلاقة بين إقليم كوردستان العراق وحزب الاتحاد الديمقراطي تدخل منعطفا حساسا بعد إعلان الأخير عن تشكيل ثلاث كانتونات في غرب كوردستان و فضه للشراكة مع المجلس الوطني الكوردي ما يعني غياب أي دور معلن للإقليم في الشؤون السياسية والإدارية لغرب كوردستان على الأقل في المستقبل القريب.

وبوجه خاص بعد عدم استقبال الإقليم لوزير خارجية كانتون الجزيرة بشكل رسمي الأمر الذي زاد من إصرار الاتحاد الديمقراطي على أن يتعامل الإقليم معه وفق البروتوكولات الدولية من حيث استقبال مسؤوليها بشكل رسمي ولأن ذلك لم يحدث ولم يعترف الإقليم بالكانتونات يتساءل الشارع الكوردي عن مستقبل العلاقة بين الطرفين في ظل الحاجة الشديدة لغرب كوردستان و إدارتها الجديدة لمنفذ دولي و عدم إمكانية تخلي الإقليم لحلفائه في غرب كوردستان.



مراقبون يرون بأن الإقليم لعب منذ بداية الأزمة السورية دورا إيجابيا كبيرا في تعامله مع تطورات الوضع السياسي الكوردي في غرب كوردستان ففضلا عن المساعدات الانسانية والإغاثية التي قدمها للشعب الكوردي كان له الدور الأبرز في تأسيس المجلس الوطني الكوردي ومن ثم بذله لجهود كبيرة في تحقيق الوفاق الكوردي من خلال رعايته لاتفاقية هولير التي انبثقت عنها الهيئة الكوردية العليا لذلك من الطبيعي أن يحافظ الإقليم على موقفه في التعامل مع القوى السياسية بمسافة واحدة و ألا يساهم في تفرد طرف سياسي معين بفرض سلطته على غرب كوردستان ما دفع الإقليم لعدم الاعتراف بالكانتونات المعلنة من طرف واحد بمنظوره.

مشيرين بأن التحالفات الدولية و اختلاف مواقفها بخصوص الأزمة السورية وانقسام الكورد بحسب ارتباط كل طرف سياسي بمحور دولي معين جعل من العلاقات السياسية الكوردية فيما بينها تدخل منعطف الاصطفاف.

فيما يرى آخرون بأن حزب الاتحاد الديمقراطي حقق مكسبا على الساحة السياسية الكوردية في غرب كوردستان ومن الطبيعي أن يمارس دوره السياسي كممثل لغرب كوردستان ويستخدم جميع أوراقه بهدف الحصول على اعتراف الاقليم وذلك لإيمانه بأن الشرعية الاقليمية التي ستكسبها الادارة ستكون من بوابة اقليم كوردستان كونها - الإدارة- جاءت بعد جهود داخلية وخارجية لحزب الاتحاد الديمقراطي تتمثل في بناء مؤسساته على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية و الأمنية والخدمية ناهيك عن علاقاته السياسية المتميزة مع بعض القوى الوطنية و الإقليمية و الدولية .

مضيفين أن الاتحاد الديمقراطي حاول أن يكون شريكا للمجلس الوطني الكوردي إلا ان الأخير بعد مرور أكثر من عامين على تأسيسه لم يستطع الخروج من قوقعة خلافاته الداخلية و وسائله النضالية التقليدية.

ترى هل عرقلة إدارة كانتون الجزيرة لعبور مندوبي مؤتمر الاتحاد السياسي إلى الإقليم ستكون بمثابة قطع شعرة معاوية بين المجلسين الكورديين من جهة وبين الاتحاد الديمقراطي وإقليم كوردستان من جهة أخرى ؟ الشعب الكوردي في غرب كوردستان الذي يعاني من أوضاع معيشية وخدمية صعبة يأمل ألا تكون إدارته الجديدة ذات لون سياسي واحد يتعامل مع متطلبات شعب غرب كوردستان وفق توجهاتهم السياسية كما أنه يأمل ألا تكون نظرة الإقليم له من خلال هذا اللون السياسي أو ذاك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك و عبر عن رأيك و لا تكن مجرد عابر سبيل